لا تزيدوهم جهلا على جهل
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لا تزيدوهم جهلا على جهل
فرح مرقة
جلسة سمر صيفية... تضم مجموعة شبان في مقتبل العمر( نعلم ان اعمارهم بين الخامسة عشرة والحادية والعشرين)... يتحادثون... يتهامسون... لا احد يعلم ما يدور بينهم، إلا هم... ولكن جميع من في "الحارة" ادرك انهم مجتمعون، لضحكة ما.. أو ردة فعل معينة.. أو حتى رآهم حيث هم... المهم انهم ككل الشبان مجتمعون في ليلة صيف يتسامرون...
امتد وجودهم لساعات دون ان يزعجوا احدا- على الرغم من علو اصواتهم بعض الاحيان-... إلى ان سمع جميع من كان، ومن لم يكن، ذلك الصوت الذي صدر عن احدهم شاتما الذات الإلهية بطريقة فظيعة... ساد صمت بعدها للحظات... ثم سُمع صوت آخرٌ يردّ " استغفر الله، انت هيك كفرت... بتِعرَف إنه اللي حكيته هزّ عرش الرحمن"!!!.... ولكنّ الرّد من الـ"شاتم" جاء مفاجئا بأن أعاد الشتم بطريقةٍ شعر كل من سمعها أن الأرض ستخسف من صداها... صمتٌ مرة أخرى ولكنه أطول... ثم يسأل الصوت الـ"منبّه": ماذا تظن نفسك فاعلا؟؟؟ وإلى ماذا تريد الوصول؟؟؟... ليردّ الشاتم ثانية "بدي أشوف شو بده يصير بالآخر"!!!!.... تنخفض الاصوات ثم نسمع عدّة شتائم لا نعلم هل مصدرها الشاتم ذاته ام سواه......
المهم، مرّت تلك الليلة وانتهت السهرة الـصيفية... ولا نعلم ما حدث بعدها مع هؤلاء الشبان... ولكننا نعلم ان هناك من سمع ولم ينبس ببنت شفة... واعتبر ما حدث كأن لم يحدث... أو لنقل لم يعتبره أصلا فقد بات شتم الذات الإلهية عاديّا، حتى انك تتفاجأ به في كثير من الأحيان يخرج من كبار (قدرا وعمرا) كأي كلام يأتي في سياق الكلام...
ماحدث أعاد التساؤلات للتزاحم بحسرة: فـ"أين كان وازع هذا الشاب حين أطلقها دون وجل؟؟؟"، "وكيف أن جرأته تحوّلت لوقاحة اخلاقية مدنية شرعية لا يقبلها عرف او دين او قانون؟؟"... "ولمَ لا يخيفه كونه (كفَر) بالذي خلقه؟؟"...وكم غرّه بنفسه صباه ليتطاول ويصرّّ على تطاوله؟؟؟.. وكأنه يستعرض عضلاته في أحد العلوم أو المعارف.... ولماذا أصلا هو وصل إلى هنا في حديثه؟؟؟... ألم يجد ما يعبّر به عن انفعاله- السلبي أو الإيجابيّ- إلّا التطاول على " الله"...
ثم تكثر الأسئلة وتتسع دائرتها، فكيف تكون تربية أمثال هذا الشاب (وهم كُتر)؟؟؟!! ... وأيّ دين زرع في شخصيته وكل الديانات تحرّّم ما قام به؟؟؟... وكم هو جاهل بحقّ نفسه- قبل غيره- وهو لا يظلم بقدرها إلّاها؟؟؟... وما هي عاداته وقيمه التي سقت شبابه لينضج فيصبح "شاتما" بهذه المهارة؟؟!!... ووووو... ولا تأتي علامة استفهام إلا تجرّ خلفها كثيرات...
خلاصة القول: من شتم الذات الإلهية في الاسلام "كافر" والدليل { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون (65) لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ...) سورة التوبة... أما في القانون (تبعا للمادة 273 من قانون العقوبات الاردني رقم 16 لعام 1960) فـ" من ثبتت جرأته على إطالة اللسان علناً على أرباب الشرائع من الأنبياء يحبس من سنة الى ثلاث سنوات".... وفي أمثالنا الشعبية يقال "اللي ما عندو كبير يشتريلو كبير" وهل اكبر واقدر من رب العالمين لنرضيه فيكرمنا؟؟؟!!!...
ولكن هنا تعود لتبرز أمامنا بارقة الأمل في صوت من قال" استغفر الله..."... لتذكرنا بأن هناك من لا تزال بذرة الخير فيه موجودة... ومنه سنعود كما كنّا أحرارا... ملؤنا الشهامة والنخوة... فنسمو بأنفسنا أولا ليعلو بنا وبأخلاقنا وطننا العزيز....
ثم يبقى السؤال: ان كان ما يعانيه ابناؤنا هو الجهل بالعادات والاخلاق والدين والقانون... فمن المسؤول؟؟؟؟؟!!!
جلسة سمر صيفية... تضم مجموعة شبان في مقتبل العمر( نعلم ان اعمارهم بين الخامسة عشرة والحادية والعشرين)... يتحادثون... يتهامسون... لا احد يعلم ما يدور بينهم، إلا هم... ولكن جميع من في "الحارة" ادرك انهم مجتمعون، لضحكة ما.. أو ردة فعل معينة.. أو حتى رآهم حيث هم... المهم انهم ككل الشبان مجتمعون في ليلة صيف يتسامرون...
امتد وجودهم لساعات دون ان يزعجوا احدا- على الرغم من علو اصواتهم بعض الاحيان-... إلى ان سمع جميع من كان، ومن لم يكن، ذلك الصوت الذي صدر عن احدهم شاتما الذات الإلهية بطريقة فظيعة... ساد صمت بعدها للحظات... ثم سُمع صوت آخرٌ يردّ " استغفر الله، انت هيك كفرت... بتِعرَف إنه اللي حكيته هزّ عرش الرحمن"!!!.... ولكنّ الرّد من الـ"شاتم" جاء مفاجئا بأن أعاد الشتم بطريقةٍ شعر كل من سمعها أن الأرض ستخسف من صداها... صمتٌ مرة أخرى ولكنه أطول... ثم يسأل الصوت الـ"منبّه": ماذا تظن نفسك فاعلا؟؟؟ وإلى ماذا تريد الوصول؟؟؟... ليردّ الشاتم ثانية "بدي أشوف شو بده يصير بالآخر"!!!!.... تنخفض الاصوات ثم نسمع عدّة شتائم لا نعلم هل مصدرها الشاتم ذاته ام سواه......
المهم، مرّت تلك الليلة وانتهت السهرة الـصيفية... ولا نعلم ما حدث بعدها مع هؤلاء الشبان... ولكننا نعلم ان هناك من سمع ولم ينبس ببنت شفة... واعتبر ما حدث كأن لم يحدث... أو لنقل لم يعتبره أصلا فقد بات شتم الذات الإلهية عاديّا، حتى انك تتفاجأ به في كثير من الأحيان يخرج من كبار (قدرا وعمرا) كأي كلام يأتي في سياق الكلام...
ماحدث أعاد التساؤلات للتزاحم بحسرة: فـ"أين كان وازع هذا الشاب حين أطلقها دون وجل؟؟؟"، "وكيف أن جرأته تحوّلت لوقاحة اخلاقية مدنية شرعية لا يقبلها عرف او دين او قانون؟؟"... "ولمَ لا يخيفه كونه (كفَر) بالذي خلقه؟؟"...وكم غرّه بنفسه صباه ليتطاول ويصرّّ على تطاوله؟؟؟.. وكأنه يستعرض عضلاته في أحد العلوم أو المعارف.... ولماذا أصلا هو وصل إلى هنا في حديثه؟؟؟... ألم يجد ما يعبّر به عن انفعاله- السلبي أو الإيجابيّ- إلّا التطاول على " الله"...
ثم تكثر الأسئلة وتتسع دائرتها، فكيف تكون تربية أمثال هذا الشاب (وهم كُتر)؟؟؟!! ... وأيّ دين زرع في شخصيته وكل الديانات تحرّّم ما قام به؟؟؟... وكم هو جاهل بحقّ نفسه- قبل غيره- وهو لا يظلم بقدرها إلّاها؟؟؟... وما هي عاداته وقيمه التي سقت شبابه لينضج فيصبح "شاتما" بهذه المهارة؟؟!!... ووووو... ولا تأتي علامة استفهام إلا تجرّ خلفها كثيرات...
خلاصة القول: من شتم الذات الإلهية في الاسلام "كافر" والدليل { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون (65) لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ...) سورة التوبة... أما في القانون (تبعا للمادة 273 من قانون العقوبات الاردني رقم 16 لعام 1960) فـ" من ثبتت جرأته على إطالة اللسان علناً على أرباب الشرائع من الأنبياء يحبس من سنة الى ثلاث سنوات".... وفي أمثالنا الشعبية يقال "اللي ما عندو كبير يشتريلو كبير" وهل اكبر واقدر من رب العالمين لنرضيه فيكرمنا؟؟؟!!!...
ولكن هنا تعود لتبرز أمامنا بارقة الأمل في صوت من قال" استغفر الله..."... لتذكرنا بأن هناك من لا تزال بذرة الخير فيه موجودة... ومنه سنعود كما كنّا أحرارا... ملؤنا الشهامة والنخوة... فنسمو بأنفسنا أولا ليعلو بنا وبأخلاقنا وطننا العزيز....
ثم يبقى السؤال: ان كان ما يعانيه ابناؤنا هو الجهل بالعادات والاخلاق والدين والقانون... فمن المسؤول؟؟؟؟؟!!!
سهم الحق- Admin
- عدد المساهمات : 2665
نقاط : 24358
تاريخ التسجيل : 07/02/2010
رد: لا تزيدوهم جهلا على جهل
( اللهم انت ربي ، لا اله الا انت ، خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت ، اعوذ بك من شر ما صنعت ، ابوء لك بنعمتك علي ، وابوء بذنبي ، فاغفر لي ،فإنه لا يغفر الذنوب الا انت )
اللهم اهدِ شباب المسلمين وردهم لدينهم ردا جميلا
بارك الله بك حجي ونفعك ونفع بك.
اللهم اهدِ شباب المسلمين وردهم لدينهم ردا جميلا
بارك الله بك حجي ونفعك ونفع بك.
البارة- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 414
نقاط : 8309
تاريخ التسجيل : 27/11/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى