ما ضابط حمل الكلام على المحمل الحسن ؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ما ضابط حمل الكلام على المحمل الحسن ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
جواب فضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله
السؤال :
حمل الكلام على المحمل الحسن ذريعة يتذرع بها الكثيرون ، فنقول : ما ضابط المحمل الحسن ؟ وهل يفرق بين السني السلفي وغيره في ذلك ؟
الجواب :
الحمد لله وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه .
أما بعد : فإن الكلام الذي ينبغي أن يحمل على المحمل الحسن ويلزم حسن الظن بصاحبه هو الذي يصدر من أهل العلم الشرعي السائرين على نهج الكتاب العزيز والسنّة المطهرة بالفهم الصحيح والعاضين عليهما بالنواجذ والذابين عنهما بما آتاهم الله من قدرات علمية وحكمة دعوية ، إن هؤلاء إذا جرى منهم أو من أحدهم حديث ما ، في أيّ موضوع ما ، وكان في حديثهم أو بعضه أو حديث بعضهم احتمال لشيء مقبول وشيء غير مقبول مثلا فإن الكلام والحالة هذه يحمل على محمل حسن ويظن بصاحبه الظن الحسن مع الحرص على بيان الأمر وتجليته بالتفصيل حتى لا يبقى التباس على الناس ، لأن الحق واحد لا يتجزأ ، وعلى هذا الصنف من الناس جماعات وأفرادا ، ذكورا وإناثا ينطبق قول الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم )) [ الحجرات : من الآية 12 ] .
وقول عمر رضي الله عنه :" ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم إلا خيرا وأنت تجد لها في الخير محملا " . وأما المصابون بداء الجهل وأمراض الشبهات والشهوات فإنه متى صدر منهم ما فيه ضرر على الإسلام والمسلمين من بدعة مضلة أو خطأ ناتج عن هوى متبع أو إعجاب بالرأي أو اقتداء بمنهج خطؤه أكثر من صوابه ، وضرره أعظم من نفعه ، وضلاله أظهر من هدايته فإن من هذا شأنهم لا ينبغي أن يحسن بهم الظن ولا تلتمس لأخطائهم المعاذير فيما دونوه بأقلامهم أو نشروه في وسائل النشر فأوصلوه إلى سمع الناس وقلوبهم ليكون لهم فتنة في دينهم وشر على المسلمين وأبنائهم ومن هؤلاء من خالفوا الجماعة في هذا الزمن في كثير من مسائل الاعتقاد والقربات العملية والمناهج الدعوية والجهادية والإصلاحية ، وذلك كأصحاب المبادئ الهدامة والنحل الخاطئة والمناهج والأفكار المنحرفة والإتجاهات المتحزبة المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة السلف الصالح وأتباعهم ـ رحمهم الله ورضي عنهم ـ .
ومن هذا العرض المختصريظهر لك أيها السائل الفرق بين السني السلفي والبدعي الخلفي في الأمر المذكور ، ثم إن ما نسمعه من قادة أهل الأهواء والبدع في هذا الزمان وأتباعهم المقلدين لهم من كلمات التلبيس هو جهل ومكر وذلك أنهم يستخدمون تلك الكلمات لتسويغ ما ينشره منظروهم وساستهم مما فيه هدم لبعض الأحكام الشرعية المتعلقة ببيان العقيدة السلفية الصحيحة والمنهج العلمي العملي لتحل محلها البدع الضالة المضلة كقولهم لأهل الحق :" حسنوا الظن بإخوانكم " . يعنون بذلك الإخوان الحزبيين المتكتلين ضد العلماء السلفيين الذين أنكروا وينكرون على الجماعات تعددهم وتفرقهم ، واعتصامهم بمناهج مستوردة تناهض كثيرا من عواصم المنهج السلفي الحنيف وكقولهم عن قادتهم حينما ينشرون المحدثات :" هم مجتهدون المصيب منهم له أجران والمخطئ له أجر ولا حرج عليه " .ويستدلون بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر وخطؤه معفو عنه فيه ) .
ولا يخفى على أولي البصائر أن استدلالهم بهذا النص الشريف على تسويغ بدع المبتدعين وأخطاء الخاطئين في غير محله ، وما ذلك إلا لأن النص لا ينطبق إلا على من هو من أهل الإجتهاد حقّا ومن أهل البراءة من أهل الأهواء والبدع صدقا ، أما من لم يكن كذلك فإنه لا ينبغي أن يصنف مع العلماء المجتهدين الذين أحرزوا حظّا وافرا من علوم الكتاب والسنّة بالفهم الصحيح والتطبيق العملي قولا وفعلا ، سرّا وجهرا ،باطنا وظاهرا ، والله أعلم
.المصدر :
الأجوبة المختصرة على الأسئلة العشرة
لفضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله ( ص :56 ) .
شبكة سحاب السلفية
جواب فضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله
السؤال :
حمل الكلام على المحمل الحسن ذريعة يتذرع بها الكثيرون ، فنقول : ما ضابط المحمل الحسن ؟ وهل يفرق بين السني السلفي وغيره في ذلك ؟
الجواب :
الحمد لله وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه .
أما بعد : فإن الكلام الذي ينبغي أن يحمل على المحمل الحسن ويلزم حسن الظن بصاحبه هو الذي يصدر من أهل العلم الشرعي السائرين على نهج الكتاب العزيز والسنّة المطهرة بالفهم الصحيح والعاضين عليهما بالنواجذ والذابين عنهما بما آتاهم الله من قدرات علمية وحكمة دعوية ، إن هؤلاء إذا جرى منهم أو من أحدهم حديث ما ، في أيّ موضوع ما ، وكان في حديثهم أو بعضه أو حديث بعضهم احتمال لشيء مقبول وشيء غير مقبول مثلا فإن الكلام والحالة هذه يحمل على محمل حسن ويظن بصاحبه الظن الحسن مع الحرص على بيان الأمر وتجليته بالتفصيل حتى لا يبقى التباس على الناس ، لأن الحق واحد لا يتجزأ ، وعلى هذا الصنف من الناس جماعات وأفرادا ، ذكورا وإناثا ينطبق قول الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم )) [ الحجرات : من الآية 12 ] .
وقول عمر رضي الله عنه :" ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم إلا خيرا وأنت تجد لها في الخير محملا " . وأما المصابون بداء الجهل وأمراض الشبهات والشهوات فإنه متى صدر منهم ما فيه ضرر على الإسلام والمسلمين من بدعة مضلة أو خطأ ناتج عن هوى متبع أو إعجاب بالرأي أو اقتداء بمنهج خطؤه أكثر من صوابه ، وضرره أعظم من نفعه ، وضلاله أظهر من هدايته فإن من هذا شأنهم لا ينبغي أن يحسن بهم الظن ولا تلتمس لأخطائهم المعاذير فيما دونوه بأقلامهم أو نشروه في وسائل النشر فأوصلوه إلى سمع الناس وقلوبهم ليكون لهم فتنة في دينهم وشر على المسلمين وأبنائهم ومن هؤلاء من خالفوا الجماعة في هذا الزمن في كثير من مسائل الاعتقاد والقربات العملية والمناهج الدعوية والجهادية والإصلاحية ، وذلك كأصحاب المبادئ الهدامة والنحل الخاطئة والمناهج والأفكار المنحرفة والإتجاهات المتحزبة المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة السلف الصالح وأتباعهم ـ رحمهم الله ورضي عنهم ـ .
ومن هذا العرض المختصريظهر لك أيها السائل الفرق بين السني السلفي والبدعي الخلفي في الأمر المذكور ، ثم إن ما نسمعه من قادة أهل الأهواء والبدع في هذا الزمان وأتباعهم المقلدين لهم من كلمات التلبيس هو جهل ومكر وذلك أنهم يستخدمون تلك الكلمات لتسويغ ما ينشره منظروهم وساستهم مما فيه هدم لبعض الأحكام الشرعية المتعلقة ببيان العقيدة السلفية الصحيحة والمنهج العلمي العملي لتحل محلها البدع الضالة المضلة كقولهم لأهل الحق :" حسنوا الظن بإخوانكم " . يعنون بذلك الإخوان الحزبيين المتكتلين ضد العلماء السلفيين الذين أنكروا وينكرون على الجماعات تعددهم وتفرقهم ، واعتصامهم بمناهج مستوردة تناهض كثيرا من عواصم المنهج السلفي الحنيف وكقولهم عن قادتهم حينما ينشرون المحدثات :" هم مجتهدون المصيب منهم له أجران والمخطئ له أجر ولا حرج عليه " .ويستدلون بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر وخطؤه معفو عنه فيه ) .
ولا يخفى على أولي البصائر أن استدلالهم بهذا النص الشريف على تسويغ بدع المبتدعين وأخطاء الخاطئين في غير محله ، وما ذلك إلا لأن النص لا ينطبق إلا على من هو من أهل الإجتهاد حقّا ومن أهل البراءة من أهل الأهواء والبدع صدقا ، أما من لم يكن كذلك فإنه لا ينبغي أن يصنف مع العلماء المجتهدين الذين أحرزوا حظّا وافرا من علوم الكتاب والسنّة بالفهم الصحيح والتطبيق العملي قولا وفعلا ، سرّا وجهرا ،باطنا وظاهرا ، والله أعلم
.المصدر :
الأجوبة المختصرة على الأسئلة العشرة
لفضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله ( ص :56 ) .
شبكة سحاب السلفية
اهل الجنة- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 2172
نقاط : 39651
تاريخ التسجيل : 24/11/2009
رد: ما ضابط حمل الكلام على المحمل الحسن ؟
نسأل الله ان يثبتنا على الايمان وان لا نفتن في ديننا طرفة عين وأن يتولانا بحفظه من البدع وأهلها إنه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه جل جلاله
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا
ابو الحارث- عدد المساهمات : 258
نقاط : 8176
تاريخ التسجيل : 10/04/2011
رد: ما ضابط حمل الكلام على المحمل الحسن ؟
ابو الحارث كتب:نسأل الله ان يثبتنا على الايمان وان لا نفتن في ديننا طرفة عين وأن يتولانا بحفظه من البدع وأهلها إنه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه جل جلاله
جزاك الله خيرا
واياكم
اهل الجنة- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 2172
نقاط : 39651
تاريخ التسجيل : 24/11/2009
مواضيع مماثلة
» الكلام سر الاحترام
» من أغلى الكلام
» اعذب الكلام في نصرة سيد الانام
» العلماء الكبار لا يتكلمون إلا إذا كان الكلام له مجال لفضيلة الشيخ صالح الفوزان
» من أغلى الكلام
» اعذب الكلام في نصرة سيد الانام
» العلماء الكبار لا يتكلمون إلا إذا كان الكلام له مجال لفضيلة الشيخ صالح الفوزان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى