(الحقوق تؤخذ لا تعطى)... نَفَس خارجي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
(الحقوق تؤخذ لا تعطى)... نَفَس خارجي
بسم الله الرحمن الرحيم
تتردد هذه الكلمة كثيراً هذه الأيام وتساق مساق المسلمات وتورد بعدد من العبارات كلها تدل على المعنى نفسه.
وبالتأمل فيها وفي موارد استعمالها _ إذ تستعمل في دعوة المواطن إلى أخذ حقه بالقوة وبالضغط وبكل الوسائل الممكنة المتاحة _ يتبين أنها كلمة موافقة لسنن الخوارج الذين يسلكون مسلك الإنكار بالقوة على الحاكم ويدينون بمنازعة الأمر أهله.
وهذا المبدأ لا يوافق الهدي الشرعي الذي جاءت به السنة الصحيحة الصريحة، ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أمراء يمنعون الرعية حقها في الوقت الذي يسألونهم حقهم عليهم فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن قال (اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم) أخرجه مسلم وفي الحديث الأخر حين أخبر أنه ستكون أثرة فقالوا : فما تأمرنا ؟ قال (تؤدون الحق الذي عليكم وتسالون الله الذي لكم) متفق عليه.
وذلك أن مغالبة أولي الأمر ينتج عنها من الفساد والشرور والفتن أضعاف أضعافَ ما يترتب على أثرتهم ومنعهم حقوق الرعية التي لهم.
والطريقة الشرعية هي في مناصحة أولي الأمر وتذكيره بالله ورفع حاجات الناس إليه بالصدق والوضوح لا سيما من قبل حاشيته وبطانته فإنه لهم أسمع وبهم أوثق. فإن أعطى الناس حقهم فالحمد لله وإن أبى فليصبروا وليوقنوا بأن عاقبة الصبر حميدة (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) والجنة إنما تنال بالصبر على الاستمساك بما أمر الله به (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد : 22 - 24]
وليتذكروا أن الأرزاق قد تمنع بسبب الذنوب والمعاصي فليكن ما يصيبهم من نقص في أمور معايشهم بقحط أو ظلم وجور أو غيرهما باعثاً لهم على إصلاح ما بينهم وبين ربهم فيعودوا إلى طاعته ويقلعوا عن معصيته قال تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) ، وقال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فإذا فعلوا ذلك فإن الفرج قريب قال تعالى (فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا) وقال تعالى (ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) وقال تعالى (وألّوِ استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا).
اسأل الله تعالى أن يصلح حكام المسلمين ورعاياهم وأن يجلي الفتن والمحن ويجمع الكلمة على الحق إنه سميع مجيب والله أعلم
كتبه الشيخ علي بن يحيى الحدادي
شبكة سحاب السلفية
تتردد هذه الكلمة كثيراً هذه الأيام وتساق مساق المسلمات وتورد بعدد من العبارات كلها تدل على المعنى نفسه.
وبالتأمل فيها وفي موارد استعمالها _ إذ تستعمل في دعوة المواطن إلى أخذ حقه بالقوة وبالضغط وبكل الوسائل الممكنة المتاحة _ يتبين أنها كلمة موافقة لسنن الخوارج الذين يسلكون مسلك الإنكار بالقوة على الحاكم ويدينون بمنازعة الأمر أهله.
وهذا المبدأ لا يوافق الهدي الشرعي الذي جاءت به السنة الصحيحة الصريحة، ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أمراء يمنعون الرعية حقها في الوقت الذي يسألونهم حقهم عليهم فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن قال (اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم) أخرجه مسلم وفي الحديث الأخر حين أخبر أنه ستكون أثرة فقالوا : فما تأمرنا ؟ قال (تؤدون الحق الذي عليكم وتسالون الله الذي لكم) متفق عليه.
وذلك أن مغالبة أولي الأمر ينتج عنها من الفساد والشرور والفتن أضعاف أضعافَ ما يترتب على أثرتهم ومنعهم حقوق الرعية التي لهم.
والطريقة الشرعية هي في مناصحة أولي الأمر وتذكيره بالله ورفع حاجات الناس إليه بالصدق والوضوح لا سيما من قبل حاشيته وبطانته فإنه لهم أسمع وبهم أوثق. فإن أعطى الناس حقهم فالحمد لله وإن أبى فليصبروا وليوقنوا بأن عاقبة الصبر حميدة (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) والجنة إنما تنال بالصبر على الاستمساك بما أمر الله به (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد : 22 - 24]
وليتذكروا أن الأرزاق قد تمنع بسبب الذنوب والمعاصي فليكن ما يصيبهم من نقص في أمور معايشهم بقحط أو ظلم وجور أو غيرهما باعثاً لهم على إصلاح ما بينهم وبين ربهم فيعودوا إلى طاعته ويقلعوا عن معصيته قال تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) ، وقال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فإذا فعلوا ذلك فإن الفرج قريب قال تعالى (فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا) وقال تعالى (ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) وقال تعالى (وألّوِ استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا).
اسأل الله تعالى أن يصلح حكام المسلمين ورعاياهم وأن يجلي الفتن والمحن ويجمع الكلمة على الحق إنه سميع مجيب والله أعلم
كتبه الشيخ علي بن يحيى الحدادي
شبكة سحاب السلفية
اهل الجنة- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 2172
نقاط : 39651
تاريخ التسجيل : 24/11/2009
رد: (الحقوق تؤخذ لا تعطى)... نَفَس خارجي
جزاكم الله خيرا على النقل الطيب
ابو الحارث- عدد المساهمات : 258
نقاط : 8176
تاريخ التسجيل : 10/04/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى