رد على من يقول : ( لا أقبل الجرح فيمن أعرفه حتى أقف عليه ) للشيخ محمد عمر بازمول حفظه الله
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رد على من يقول : ( لا أقبل الجرح فيمن أعرفه حتى أقف عليه ) للشيخ محمد عمر بازمول حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ محمد عمر باز مول ضمن سلسلة مقالاته الرائعة ((عبارات موهمة )) المقال الخامس :
ومن العبارات الموهمة :
قول بعضهم: "لا أقبل الجرح فيمن أعرفه حتى أقف عليه".
هكذا يرد بعض الناس كلام العلماء في التحذير ممن تلبس ببدعة،ويدفع في صدور العلماء بعبارته هذه، مضيعاً حقوق العلماء الثقات اللازمة عليه. وسأبين بطلان هذه العبارة من خلال الوقفات التالية سائلاً الله التوفيق والهدى والرشاد والسداد:
الوقفة الأولى: اعلم ـ وفقني الله وإياك لمرضاته ـ أن كلام العلماء في التحذير من أهل البدع هو من باب الخبر لا من باب الاجتهاد، وعليه فإن الواجب قبول خبر الثقة وعدم ردّه، و لا يدفع في صدره بأن يقول القائل: لا آخذ به حتى أقف على وجود هذا الأمر في الشخص المجروح!
وعلى ذلك؛ فإن هذه العبارة تتعارض مع هذا الأصل المعروف عندأهل العلم (أعني: أن خبر الثقة مقبول).
الوقفة الثانية: قبول خبر الثقة اتباع له، و ليس من باب التقليد، والخلط بين البابين يوقع في خبط لا يليق بطالب العلم، وبيان ذلك:
أن التقليد أخذ بقول غيرك وجعله كالقلادة تحيط بعنقك يحولك إلى أي جهة، بينما الاتباع أخذ بالحجة التي أظهرها لك غيرك. وخبر الثقة أنت تتبعه ولا تتقلده.
ولأوضح لك أكثر: إذا جاءك خبر عن إمام بشأن راوي من الرواةأنه يقول بكذا وبكذا من أقوال أهل البدع، فهل أخذك بكلام هذا الإمام هو من باب التقليد أو الاتباع؟ الجواب: هو من باب الاتباع لا التقليد.
لو فرضنا أن إماماً من أئمة الجرح عدّل هذا الراوي الذي جرحه هذا الإمام، فهل يسع الإمام الذي عدّله أن يرد جرح الإمام الذي جرحه أو يلزمه قبوله؟
الجواب (حسب المقرر في علوم الحديث): يلزمه قبوله، لماذا؟لأن الجرح المفسر مقدم على التعديل، ولا يصح أن يقال: على المعدل الذي عرف هذاالراوي بالعدالة أن يرد جرح الراوي حتى يقف هو بنفسه على هذا الجرح لا يصح هذا لأن مع الجارح زيادة علم يجب عليه قبولها، وعلينا اتباعه فيها إذ الجرح مقدم على التعديل.
والعبارة المذكورة : "لا أقبل الجرح فيمن أعرفه حتى أقف عليه"؛ تتنافى مع هذا التقرير.
الوقفة الثالثة: متى يقبل قول المعدل ويرد قول الجرح؟
الجواب (حسب المقرر في علوم الحديث) :
يرد قول الجارح في الحالات التالية:
إذا كان جرحاً مجملاً في حق من ثبتت عدالته. أمّا من لم تثبت عدالته فإن المختار إعمال الجرح المجمل في حقه.
إذا كان مع المعدل زيادة العلم، بأن يذكر سبب الجرح الذي جرحبه الراوي ويرده.
إذا كان الجارح ممن لا يعتمد قوله في الجرح والتعديل.
عليه أقول: هذه العبارة تتنافى مع تصرفات أهل العلم، إذ كيف ترد عبارة عالم ثقة معتمد في الجرح والتعديل جاء بجرح مفسر في رجل، ولم يأت المعدل بشيء يجعل معه زيادة علم؟
الوقفة الرابعة: بعض الناس يقيس حال قائل هذه العبارة بماجرى عليه ابن حبان وتلميذه الحاكم من الاستقلال في الجرح والتعديل، فيشغب ويتباكى بأن قائل هذه العبارة جرى في سبيل جرى فيه الحاكم؟
والجواب: هذا فهم لكلام الأئمة على غير وجهه، وضرب من مناحي الاستدلال غريب، وذلك أن من نظر في كلام ابن حبان والحاكم في الجرح والتعديل وجده مشحوناً بكلام الأئمة قبلهما في الجرح والتعديل، وأظنك لو طالعت أحوال الرواة الذين تكلم عليهم ابن حبان وتلميذه أبو عبد الله الحاكم لن تجد فيهم راوياً أورد فيترجمته كلاماً لإمام من الأئمة ثم هو يخالفه ولا يعتمده، بدعوى أنه لم يقف عليه بنفسه
وهذا يدل على أن ابن حبان والحاكم رحمهما الله لم يريدا بعبارتهما تلك إلا بيان أنهما ينظران في حديث الراوي للحكم عليه في حال لم يجد اللأئمة كلاما في الراوي، أو في حال وجدا ما يدفع به جرح الراوي لأن في هذه الحال الواجب اتباع من معه زيادة علم، فافهم.
الوقفة الخامسة: قائل هذه العبارة يدافع بها عن رجل عرفت ألفته وصحبته لأصحاب البدع وكشفت حاله، فلا يصح أن ينزل منزلة من ثبتت عدالته أصلاً، بل هو في أحسن الأحوال ممن لم تثبت عدالته، فهذا يعتمد في حقه الجرح المجمل على المختار، فما بالك بجرح مفسر ليس مع المعدل (أعني : هذا الذي يقول العبارة التينرد عليها) ما يدفعه به؟!
الوقفة السادسة: تطبيق هذه العبارة: يفضي إلى أمور من الباطل لو تنبه لها هذا القائل لعله كان عدل عنها، من ذلك: يلزم منها إسقاط كلام الأئمة في الجرح والتعديل، فما يعود أحد يقبل كلامه في الجرح والتعديل، فهذا الرجل يعرفه فلان فلا يقبل فيه كلام غيره، وهذا يعرفه فلان فلا يقبل فيه كلام غيره، وهكذا يضيع علم الجرح والتعديل
من لوازمها الباطلة إحداث خلل في قواعد العلم يفضي إلى ضرب من العبث والفوضى، مما جعل بعض العلماء يقول: تقليد منظم و لا اجتهاد أهوج.
ومن لوازمها الباطلة: الإخلال بأدب الطالب مع العلماء،وإهدار حقوقهم
الوقفة السابعة: لماذا ترضى لنفسك أيها الأخ الوقوف في صف أهل البدع تدافع عنهم وتذب عنهم؟ أليست السنة وأهلها أولى بك وأحرى؟
شبكة البيضاء العلمية
قال الشيخ محمد عمر باز مول ضمن سلسلة مقالاته الرائعة ((عبارات موهمة )) المقال الخامس :
ومن العبارات الموهمة :
قول بعضهم: "لا أقبل الجرح فيمن أعرفه حتى أقف عليه".
هكذا يرد بعض الناس كلام العلماء في التحذير ممن تلبس ببدعة،ويدفع في صدور العلماء بعبارته هذه، مضيعاً حقوق العلماء الثقات اللازمة عليه. وسأبين بطلان هذه العبارة من خلال الوقفات التالية سائلاً الله التوفيق والهدى والرشاد والسداد:
الوقفة الأولى: اعلم ـ وفقني الله وإياك لمرضاته ـ أن كلام العلماء في التحذير من أهل البدع هو من باب الخبر لا من باب الاجتهاد، وعليه فإن الواجب قبول خبر الثقة وعدم ردّه، و لا يدفع في صدره بأن يقول القائل: لا آخذ به حتى أقف على وجود هذا الأمر في الشخص المجروح!
وعلى ذلك؛ فإن هذه العبارة تتعارض مع هذا الأصل المعروف عندأهل العلم (أعني: أن خبر الثقة مقبول).
الوقفة الثانية: قبول خبر الثقة اتباع له، و ليس من باب التقليد، والخلط بين البابين يوقع في خبط لا يليق بطالب العلم، وبيان ذلك:
أن التقليد أخذ بقول غيرك وجعله كالقلادة تحيط بعنقك يحولك إلى أي جهة، بينما الاتباع أخذ بالحجة التي أظهرها لك غيرك. وخبر الثقة أنت تتبعه ولا تتقلده.
ولأوضح لك أكثر: إذا جاءك خبر عن إمام بشأن راوي من الرواةأنه يقول بكذا وبكذا من أقوال أهل البدع، فهل أخذك بكلام هذا الإمام هو من باب التقليد أو الاتباع؟ الجواب: هو من باب الاتباع لا التقليد.
لو فرضنا أن إماماً من أئمة الجرح عدّل هذا الراوي الذي جرحه هذا الإمام، فهل يسع الإمام الذي عدّله أن يرد جرح الإمام الذي جرحه أو يلزمه قبوله؟
الجواب (حسب المقرر في علوم الحديث): يلزمه قبوله، لماذا؟لأن الجرح المفسر مقدم على التعديل، ولا يصح أن يقال: على المعدل الذي عرف هذاالراوي بالعدالة أن يرد جرح الراوي حتى يقف هو بنفسه على هذا الجرح لا يصح هذا لأن مع الجارح زيادة علم يجب عليه قبولها، وعلينا اتباعه فيها إذ الجرح مقدم على التعديل.
والعبارة المذكورة : "لا أقبل الجرح فيمن أعرفه حتى أقف عليه"؛ تتنافى مع هذا التقرير.
الوقفة الثالثة: متى يقبل قول المعدل ويرد قول الجرح؟
الجواب (حسب المقرر في علوم الحديث) :
يرد قول الجارح في الحالات التالية:
إذا كان جرحاً مجملاً في حق من ثبتت عدالته. أمّا من لم تثبت عدالته فإن المختار إعمال الجرح المجمل في حقه.
إذا كان مع المعدل زيادة العلم، بأن يذكر سبب الجرح الذي جرحبه الراوي ويرده.
إذا كان الجارح ممن لا يعتمد قوله في الجرح والتعديل.
عليه أقول: هذه العبارة تتنافى مع تصرفات أهل العلم، إذ كيف ترد عبارة عالم ثقة معتمد في الجرح والتعديل جاء بجرح مفسر في رجل، ولم يأت المعدل بشيء يجعل معه زيادة علم؟
الوقفة الرابعة: بعض الناس يقيس حال قائل هذه العبارة بماجرى عليه ابن حبان وتلميذه الحاكم من الاستقلال في الجرح والتعديل، فيشغب ويتباكى بأن قائل هذه العبارة جرى في سبيل جرى فيه الحاكم؟
والجواب: هذا فهم لكلام الأئمة على غير وجهه، وضرب من مناحي الاستدلال غريب، وذلك أن من نظر في كلام ابن حبان والحاكم في الجرح والتعديل وجده مشحوناً بكلام الأئمة قبلهما في الجرح والتعديل، وأظنك لو طالعت أحوال الرواة الذين تكلم عليهم ابن حبان وتلميذه أبو عبد الله الحاكم لن تجد فيهم راوياً أورد فيترجمته كلاماً لإمام من الأئمة ثم هو يخالفه ولا يعتمده، بدعوى أنه لم يقف عليه بنفسه
وهذا يدل على أن ابن حبان والحاكم رحمهما الله لم يريدا بعبارتهما تلك إلا بيان أنهما ينظران في حديث الراوي للحكم عليه في حال لم يجد اللأئمة كلاما في الراوي، أو في حال وجدا ما يدفع به جرح الراوي لأن في هذه الحال الواجب اتباع من معه زيادة علم، فافهم.
الوقفة الخامسة: قائل هذه العبارة يدافع بها عن رجل عرفت ألفته وصحبته لأصحاب البدع وكشفت حاله، فلا يصح أن ينزل منزلة من ثبتت عدالته أصلاً، بل هو في أحسن الأحوال ممن لم تثبت عدالته، فهذا يعتمد في حقه الجرح المجمل على المختار، فما بالك بجرح مفسر ليس مع المعدل (أعني : هذا الذي يقول العبارة التينرد عليها) ما يدفعه به؟!
الوقفة السادسة: تطبيق هذه العبارة: يفضي إلى أمور من الباطل لو تنبه لها هذا القائل لعله كان عدل عنها، من ذلك: يلزم منها إسقاط كلام الأئمة في الجرح والتعديل، فما يعود أحد يقبل كلامه في الجرح والتعديل، فهذا الرجل يعرفه فلان فلا يقبل فيه كلام غيره، وهذا يعرفه فلان فلا يقبل فيه كلام غيره، وهكذا يضيع علم الجرح والتعديل
من لوازمها الباطلة إحداث خلل في قواعد العلم يفضي إلى ضرب من العبث والفوضى، مما جعل بعض العلماء يقول: تقليد منظم و لا اجتهاد أهوج.
ومن لوازمها الباطلة: الإخلال بأدب الطالب مع العلماء،وإهدار حقوقهم
الوقفة السابعة: لماذا ترضى لنفسك أيها الأخ الوقوف في صف أهل البدع تدافع عنهم وتذب عنهم؟ أليست السنة وأهلها أولى بك وأحرى؟
شبكة البيضاء العلمية
اهل الجنة- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 2172
نقاط : 39651
تاريخ التسجيل : 24/11/2009
رد: رد على من يقول : ( لا أقبل الجرح فيمن أعرفه حتى أقف عليه ) للشيخ محمد عمر بازمول حفظه الله
بلى والله السنة وأهلها أولى بنا وأحرى نسأل الله ان يثبتنا على السنة وأن يجعنا من أهلها والذابين عن حياضها
جزاكم الله خيرا على النقل الطيب وحفظ الله شيخا بازمول
جزاكم الله خيرا على النقل الطيب وحفظ الله شيخا بازمول
ابو الحارث- عدد المساهمات : 258
نقاط : 8176
تاريخ التسجيل : 10/04/2011
مواضيع مماثلة
» أنصاف المتعلمين للشيخ محمد بن عمر بازمول
» إنما العلم بالتعلم للشيخ محمد بن عمر بازمول
» في علم الجرح والتعديل بين المعترض والمقتدي لفضيلة الشّيخ أبي عَبدِ المعِزّ مُحمَّد عَلي فَركُوس حفظه الله
» وأحذِّركم من كثير من الرَّقاة / للشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله
» أنا سلفي ، لكن تجيء في التطبيق ما أنت سلفي فضيلة الشيخ احمد بازمول حفظه الله #1
» إنما العلم بالتعلم للشيخ محمد بن عمر بازمول
» في علم الجرح والتعديل بين المعترض والمقتدي لفضيلة الشّيخ أبي عَبدِ المعِزّ مُحمَّد عَلي فَركُوس حفظه الله
» وأحذِّركم من كثير من الرَّقاة / للشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله
» أنا سلفي ، لكن تجيء في التطبيق ما أنت سلفي فضيلة الشيخ احمد بازمول حفظه الله #1
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى