أصلحوا ذات بينكم
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أصلحوا ذات بينكم
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد عليه الصلاة وأفضل التسليم
أما بعد:
طبعآ لا يخفى على الجميع أن في كثير من مجتمعاتنا تنتشر المشاحنات والمشاكل بين الناس
ومن هنا جاء الندب والتأكيد على فضل الإصلاح بين المتخاصمين فهو ليس عملا تطوعيا أو أمرا اختياريا مندوب إليه فحسب،
بل هو في كثير من الأحيان واجب محتم على المسلمين، لقوله تعالى:{ وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما...} (الحجرات:9)
وقال عز من قائل: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) الأنفال/1 .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الإصلاح بين الناس أفضل من تطوع الصيام والصلاة والصدقة .
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ ؟ قَالُوا : بَلَى . قَالَ : صَلاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ )
قَالَ الترمذي : وَيُرْوَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : ( هِيَ الْحَالِقَةُ . لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ ) . رواه أبو داود ( 4273 ) والترمذي ( 2433 ) . وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
وفي الإصلاح بين الناس تحقيق معنى الشفاعة الحسنة في المجتمع، لقوله تعالى:{ومن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها}(النساء:85)
وقال صلى الله عليه وسلم:«اشفعوا تؤجروا» (مسلم:2627).
ان الكلام في الاصلاح هو افضل الكلام فلا خير في كثير من اعمال الناس واقوالهم ومناجاتهم لبعضهم اذا لم يصحبوا نية الاصلاح بين الناس والبر فيما بينهم ،
قال تعالى: لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ [النساء:114]
أخواتي اخواني
هل اشتعل الحماس في قلوبكم بعد هذه الكلمات!!!!
هل تريدون نيل الأجر وكسب ه من الله عز وجل بإصلاح ذات البين!!!
إذا كانت إجابتكم بـ(نعم) لابد أن يدور في ذهنكم سؤال واحد**كيف أكون مصلح**
وللإجابه على سؤالكم عدة جوانب أهمها:
_اخوتي أحتسبوا الأجر من الله تعالى ,اضمروا في قلوبكم النيه الطيبه وأن عملكم هذا تريدون به وجه الله تعالى
وقد ورد في الصحيحين عن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى )
أن تخلصوا النية لله فلا تبتغوا بصلحكم مالاً أو جاهاً أو رياء أو سمعة وإنما القصد من العمل وجه الله قال تعالى" ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً " .
_يمكنكم تذكير الطرفين بالنصوص الدالة على هذا ، ومنها :
من القرآن الكريم :
أ. قال تعالى : ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) الأنفال/46 .
ب. وقال تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )
آل عمران/103 .
ومن السنة النبوية :
أ. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تَبَاغَضُوا ، وَلا تَحَاسَدُوا ، وَلا تَدَابَرُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ )
رواه البخاري (6065) ومسلم (2559) .
ب. عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا ، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ ) .
رواه البخاري (5727) ومسلم (2560) .
ج. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا رَجُلا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ ،
فَيُقَالُ : أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ) . رواه مسلم ( 2565 ) .
قال النووي :
" ( أَنْظِرُوا هَذَيْنِ ) أي : أَخِّرُوهُمَا حَتَّى يَرْجِعَا إِلَى الصُّلْح وَالْمَوَدَّة " . انتهى .
د. عن أبي خراش السلمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ ) . رواه أبو داود ( 4915 ) .
وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" ( 2762 ) .
فهذه النصوص تدل على تحريم هجر المسلم لأخيه ، بترك السلام عليه والإعراض عنه أكثر من ثلاثة أيام ، ما لم يكن الهجر بسبب شرعي ويترتب عليه مصلحة فإنه يجوز أكثر من ثلاثة أيام .
_أجاز الشرع المطهر الكذب من أجل هذا الأمر العظيم ، فيجوز لكِ أن تنقلي لكلا الطرفين المتخاصمين مدح الطرف الآخر وثناءه عليه ، رغبةً في الإصلاح ، وليس هذا من الكذب المحرم .
عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : ( لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا ) . رواه البخاري ( 2495 ) .
وقال تعالى : ( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء/114 .
وقال ابن بابويه " إن الله أحب الكذب في الإصلاح وأبغض الصدق في الإفساد " فتنبهوا لذلك ..
_تذكير المتخاصمين أن هذا من عمل الشيطان وأنه يريد أن يوقع بين المسلمين البغضاء وقد قال تعالى{ انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء ..}.
وقال صلى الله عليه وسلم:«إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم» (الترمذي: 2020)،
والتحريش: هو السعي بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن وغيرها.
_ عليكم أن تختاروا الوقت المناسب للصلح بين المتخاصمين بمعنى أنكم لا تأتوا للإصلاح حتى تبرد القضية ويخف حدة النزاع وينطفئ نار الغضب ثم بعد ذلك تصلحوا بينهما .
_وعليكم أيضا أن تتحرّوا العدل واحذروا كل الحذر من الظلم " فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين " .
_والأهم أيضا التلطّف في العبارة فتقول : يا أبا فلان أنت معروف بكذا وكذا وتذكر محامده ومحاسن أعماله ويجوز لكم التوسع في الكلام ولو كنتم كاذبين ثم تحذّروهم من فساد ذات البين وأنها هي الحارقة تحرق الدين ..
فالعداوة والبغضاء لا خير فيها والنبي عليه الصلاة والسلام قال " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فيعرض هذا ويعرض هذا " ثم قال عليه السلام " وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " .
وعلى المصلحه بين الناس أن تمتثل بأسلوب الداعيه إلى الخير وتلتزم بالمنهج الرباني الذي دلنا عليه قول الحق عز وجل:{ ادع الى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن...}
(النحل: 125).
_على المصلح أن ينبه المتخاصمين لعدم الإذعان لضعاف النفوس الساعون بين الناس بالنميمه
فانتــبهوا من ذلك النمام .. الذي إذا أردتم أن تصلحوا .. اجتهد هو أن يبعدكم عن إخوانكم !! .. قال تعالى " ولا تطع كل حلاف مهين ، هماز مشاء بنميم ، مناع للخير معتد أثيم ، عتل بعد ذلك زنيم "
فهو يمشي بالنميمة لا خير فيه .. ولا أصل له .. ولا أرض يركن إليها .. إنما هو شر في شر يقوم بعمل الشيطان " إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء " ..
انتبهوا من هؤلاء .. ولا تلتفتوا إليهم .. وانظروا إليهم نظرة احتقار وسخرية وقل أنت لا خير فيك نريد الصلح وأنت تريد الشر ماذا تريد ؟ ثم بعد ذلك اطردوهم من مجلسكم ولا يكن له حظ معكم ..
بعد هذا قد يتبادر إلى ذهنكم سؤال....
لماذانحمل انفسنا عناء الإصلاح والتقريب بين الناس!!!!
تأملي هذه الآيه التي تدل على نيل الأجر العظيم ، حيث ان الله تعالى يحفظ للمصلحين جهودهم وسعيهم ، قال تعالى :{ إنا لا نضيع أجر المصلحين } ، ( الاعراف -170) .
وكذلك قال تعالى{ وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون } ، ( هود 117)
قال أنس رضي الله عنه ( من أصلح بين اثنين أعطـاه الله بكل كلمة عتق رقبة ) ..
وقال الأوزاعي : ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة من إصلاح ذات البين ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار ..
احبائي في الله..
قد تقولون: نريد أن ندهب إلى فلانه لأصالحها لكن نخشى أن تردنا أولا تستقبلنا أولا تعرف قدر مجيئنا إليها !
نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول لكم اذهبوا إليها ولو طردتكم .. ولو تكلمت عليكم .. اذهبوا إليها المرة الأولى .. والثانية .. والثالثة .. وسارعوا إليها بالهدية .. ابتسموا في وجهها .. تلطّفوا معها..
يقول نبيكم ( وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ) .. فأنتم إذا عفوتم زادكم لله عزا .. وإذا أصلحتم زادكم الله عزا ..
وإن طردتكم ولم تفتح لكم الباب رجعت فإن هذه أمنية يتمناها سلف الأمة !! ..
إنها دليل على طهارة القلب وزكاته .. قال تعالى " وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم " ..
في النهايه هذه نصيحه من قلب يحب لكم الخير ويتمنى لكم نيل رضى الرحمن فسارعوا اخواني اخواتي ولا تنتظروا
سارعوا للخير وكونوا سباقين إليه دائــــــــمآ
سيدنا محمد عليه الصلاة وأفضل التسليم
أما بعد:
طبعآ لا يخفى على الجميع أن في كثير من مجتمعاتنا تنتشر المشاحنات والمشاكل بين الناس
ومن هنا جاء الندب والتأكيد على فضل الإصلاح بين المتخاصمين فهو ليس عملا تطوعيا أو أمرا اختياريا مندوب إليه فحسب،
بل هو في كثير من الأحيان واجب محتم على المسلمين، لقوله تعالى:{ وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما...} (الحجرات:9)
وقال عز من قائل: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) الأنفال/1 .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الإصلاح بين الناس أفضل من تطوع الصيام والصلاة والصدقة .
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ ؟ قَالُوا : بَلَى . قَالَ : صَلاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ )
قَالَ الترمذي : وَيُرْوَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : ( هِيَ الْحَالِقَةُ . لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ ) . رواه أبو داود ( 4273 ) والترمذي ( 2433 ) . وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
وفي الإصلاح بين الناس تحقيق معنى الشفاعة الحسنة في المجتمع، لقوله تعالى:{ومن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها}(النساء:85)
وقال صلى الله عليه وسلم:«اشفعوا تؤجروا» (مسلم:2627).
ان الكلام في الاصلاح هو افضل الكلام فلا خير في كثير من اعمال الناس واقوالهم ومناجاتهم لبعضهم اذا لم يصحبوا نية الاصلاح بين الناس والبر فيما بينهم ،
قال تعالى: لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ [النساء:114]
أخواتي اخواني
هل اشتعل الحماس في قلوبكم بعد هذه الكلمات!!!!
هل تريدون نيل الأجر وكسب ه من الله عز وجل بإصلاح ذات البين!!!
إذا كانت إجابتكم بـ(نعم) لابد أن يدور في ذهنكم سؤال واحد**كيف أكون مصلح**
وللإجابه على سؤالكم عدة جوانب أهمها:
_اخوتي أحتسبوا الأجر من الله تعالى ,اضمروا في قلوبكم النيه الطيبه وأن عملكم هذا تريدون به وجه الله تعالى
وقد ورد في الصحيحين عن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى )
أن تخلصوا النية لله فلا تبتغوا بصلحكم مالاً أو جاهاً أو رياء أو سمعة وإنما القصد من العمل وجه الله قال تعالى" ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً " .
_يمكنكم تذكير الطرفين بالنصوص الدالة على هذا ، ومنها :
من القرآن الكريم :
أ. قال تعالى : ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) الأنفال/46 .
ب. وقال تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )
آل عمران/103 .
ومن السنة النبوية :
أ. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تَبَاغَضُوا ، وَلا تَحَاسَدُوا ، وَلا تَدَابَرُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ )
رواه البخاري (6065) ومسلم (2559) .
ب. عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا ، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ ) .
رواه البخاري (5727) ومسلم (2560) .
ج. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا رَجُلا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ ،
فَيُقَالُ : أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ) . رواه مسلم ( 2565 ) .
قال النووي :
" ( أَنْظِرُوا هَذَيْنِ ) أي : أَخِّرُوهُمَا حَتَّى يَرْجِعَا إِلَى الصُّلْح وَالْمَوَدَّة " . انتهى .
د. عن أبي خراش السلمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ ) . رواه أبو داود ( 4915 ) .
وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" ( 2762 ) .
فهذه النصوص تدل على تحريم هجر المسلم لأخيه ، بترك السلام عليه والإعراض عنه أكثر من ثلاثة أيام ، ما لم يكن الهجر بسبب شرعي ويترتب عليه مصلحة فإنه يجوز أكثر من ثلاثة أيام .
_أجاز الشرع المطهر الكذب من أجل هذا الأمر العظيم ، فيجوز لكِ أن تنقلي لكلا الطرفين المتخاصمين مدح الطرف الآخر وثناءه عليه ، رغبةً في الإصلاح ، وليس هذا من الكذب المحرم .
عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : ( لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا ) . رواه البخاري ( 2495 ) .
وقال تعالى : ( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء/114 .
وقال ابن بابويه " إن الله أحب الكذب في الإصلاح وأبغض الصدق في الإفساد " فتنبهوا لذلك ..
_تذكير المتخاصمين أن هذا من عمل الشيطان وأنه يريد أن يوقع بين المسلمين البغضاء وقد قال تعالى{ انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء ..}.
وقال صلى الله عليه وسلم:«إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم» (الترمذي: 2020)،
والتحريش: هو السعي بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن وغيرها.
_ عليكم أن تختاروا الوقت المناسب للصلح بين المتخاصمين بمعنى أنكم لا تأتوا للإصلاح حتى تبرد القضية ويخف حدة النزاع وينطفئ نار الغضب ثم بعد ذلك تصلحوا بينهما .
_وعليكم أيضا أن تتحرّوا العدل واحذروا كل الحذر من الظلم " فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين " .
_والأهم أيضا التلطّف في العبارة فتقول : يا أبا فلان أنت معروف بكذا وكذا وتذكر محامده ومحاسن أعماله ويجوز لكم التوسع في الكلام ولو كنتم كاذبين ثم تحذّروهم من فساد ذات البين وأنها هي الحارقة تحرق الدين ..
فالعداوة والبغضاء لا خير فيها والنبي عليه الصلاة والسلام قال " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فيعرض هذا ويعرض هذا " ثم قال عليه السلام " وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " .
وعلى المصلحه بين الناس أن تمتثل بأسلوب الداعيه إلى الخير وتلتزم بالمنهج الرباني الذي دلنا عليه قول الحق عز وجل:{ ادع الى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن...}
(النحل: 125).
_على المصلح أن ينبه المتخاصمين لعدم الإذعان لضعاف النفوس الساعون بين الناس بالنميمه
فانتــبهوا من ذلك النمام .. الذي إذا أردتم أن تصلحوا .. اجتهد هو أن يبعدكم عن إخوانكم !! .. قال تعالى " ولا تطع كل حلاف مهين ، هماز مشاء بنميم ، مناع للخير معتد أثيم ، عتل بعد ذلك زنيم "
فهو يمشي بالنميمة لا خير فيه .. ولا أصل له .. ولا أرض يركن إليها .. إنما هو شر في شر يقوم بعمل الشيطان " إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء " ..
انتبهوا من هؤلاء .. ولا تلتفتوا إليهم .. وانظروا إليهم نظرة احتقار وسخرية وقل أنت لا خير فيك نريد الصلح وأنت تريد الشر ماذا تريد ؟ ثم بعد ذلك اطردوهم من مجلسكم ولا يكن له حظ معكم ..
بعد هذا قد يتبادر إلى ذهنكم سؤال....
لماذانحمل انفسنا عناء الإصلاح والتقريب بين الناس!!!!
تأملي هذه الآيه التي تدل على نيل الأجر العظيم ، حيث ان الله تعالى يحفظ للمصلحين جهودهم وسعيهم ، قال تعالى :{ إنا لا نضيع أجر المصلحين } ، ( الاعراف -170) .
وكذلك قال تعالى{ وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون } ، ( هود 117)
قال أنس رضي الله عنه ( من أصلح بين اثنين أعطـاه الله بكل كلمة عتق رقبة ) ..
وقال الأوزاعي : ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة من إصلاح ذات البين ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار ..
احبائي في الله..
قد تقولون: نريد أن ندهب إلى فلانه لأصالحها لكن نخشى أن تردنا أولا تستقبلنا أولا تعرف قدر مجيئنا إليها !
نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول لكم اذهبوا إليها ولو طردتكم .. ولو تكلمت عليكم .. اذهبوا إليها المرة الأولى .. والثانية .. والثالثة .. وسارعوا إليها بالهدية .. ابتسموا في وجهها .. تلطّفوا معها..
يقول نبيكم ( وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ) .. فأنتم إذا عفوتم زادكم لله عزا .. وإذا أصلحتم زادكم الله عزا ..
وإن طردتكم ولم تفتح لكم الباب رجعت فإن هذه أمنية يتمناها سلف الأمة !! ..
إنها دليل على طهارة القلب وزكاته .. قال تعالى " وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم " ..
في النهايه هذه نصيحه من قلب يحب لكم الخير ويتمنى لكم نيل رضى الرحمن فسارعوا اخواني اخواتي ولا تنتظروا
سارعوا للخير وكونوا سباقين إليه دائــــــــمآ
نور الهدى- المدير التنفيذي
- عدد المساهمات : 4560
نقاط : 35847
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 25/02/2010
رد: أصلحوا ذات بينكم
موضوع رائع جزاكم الله كل خير اختي نور
سهم الحق- Admin
- عدد المساهمات : 2665
نقاط : 24358
تاريخ التسجيل : 07/02/2010
رد: أصلحوا ذات بينكم
اصبتي اختي موضوع رائع وفعلا لن نجد افضل من شهر رمضان للصلح
بنت المغرب- عدد المساهمات : 345
نقاط : 16972
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 21/11/2010
رد: أصلحوا ذات بينكم
جزاكما الله خيرا اخوتي
حجي
بنت المغرب اسعدني مروركما
حجي
بنت المغرب اسعدني مروركما
نور الهدى- المدير التنفيذي
- عدد المساهمات : 4560
نقاط : 35847
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 25/02/2010
رد: أصلحوا ذات بينكم
السلام عليكم
من اعظم الامور الاصلاح بين الناس فهو دليل على المحبة في الله وعلى صفاء القلب وطهارته
وصدقا كلما غضبت من احد وخاصمته تذكرت قول الرسول الكريم - عليه الصلاة والسلام- ( وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )
جزاكِ الله خيرا غاليتنا نور وبارك فيكِ
ملاحظة هامة : في ناس استخدموا لوننا بدون استئذان مع انهم ما بيحبوه وكانوا يشتكوا منه ؟؟؟!!!
من اعظم الامور الاصلاح بين الناس فهو دليل على المحبة في الله وعلى صفاء القلب وطهارته
وصدقا كلما غضبت من احد وخاصمته تذكرت قول الرسول الكريم - عليه الصلاة والسلام- ( وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )
جزاكِ الله خيرا غاليتنا نور وبارك فيكِ
ملاحظة هامة : في ناس استخدموا لوننا بدون استئذان مع انهم ما بيحبوه وكانوا يشتكوا منه ؟؟؟!!!
البارة- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 414
نقاط : 8309
تاريخ التسجيل : 27/11/2009
رد: أصلحوا ذات بينكم
هههه اي والله مع اني مابحوا بس انتي بتعرفيني بحب التغيير يعني لو رحتي لمواضيعي تلاقي كل موضوع بلون اجا دوروا لهذا اللون اللي مابحبو ههه
نور الهدى- المدير التنفيذي
- عدد المساهمات : 4560
نقاط : 35847
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 25/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى